ملخص المقال
كان ابن لهيعة من الكتابين للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه، فمن هو ابن لهيعة، وماذا تعرف عنه؟
هو أبو عبد الرحمن عبد الله بن لهيعة بن عقبة ابن فرعان، الحضرمى، ويقال: الغافقى المصرى، قاضي الديار المصرية وعالمها ومحدثها في عصره، ولد في سنة 95هـ أو 96هـ، أو 97هـ، وطلب العلم في صباه، وكان مكثراً من الحديث والأخبار والرواية، ولقي الكثير من العلماء بمصر والحرمين، وسمع كثيرًا من التابعين حتى قيل إنه لقى اثنين وسبعين تابعيًا، وقد روى عنه الأوزاعى، والثورى، والليث، وابن المبارك، وعمرو بن الحارث، وخلائق من الأئمة.
كان أبو جعفر المنصور قد ولاه القضاء بمصر في سنة 154هـ، وأجرى عليه في كل شهر ثلاثين دينارًا، وهو أول قضاة مصر أجري عليه ذلك، وهو أول قاض ولي بمصر من قبل الخليفة، وإنما كان ولاة البلد هم الذين، وقد أقام عشر سنين في القضاء ثم صرف عنه سنة 164هـ، وهو أول قاض حضر لنظر الهلال في شهر رمضان.
قال عنه الذهبي: وكان ابن لهيعة من الكتابين للحديث والجماعين للعلم والرحالين فيه، قال الإمام أحمد بن حنبل: ما كان محدث مصر إلا ابن لهيعة وقال سفيان الثوري: عند ابن لهيعة الأصول وعندنا الفروع، وقد احترقت دار ابن لهيعة وكتبه في سنة 170هـ فبعث إليه الليث بألف دينار، توفي ابن لهيعة بمصر منتصف شهر ربيع الأول سنة أربع وسبعين، وقيل سنة سبعين ومائة، وعمره إحدى وثمانون سنة، وصلى عليه الأمير داود بن يزيد ودفن بالقرافة من جبّانة مصر وقبره معروف بها يقصد للزيارة[1].
[1] الكندي: الولاة والقضاة، تحقيق: محمد حسن محمد حسن إسماعيل، وأحمد فريد المزيدي، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، الطبعة الأولى، 1424هـ= 2003م، ص266- 268، والنووي: تهذيب الأسماء واللغات، دار الكتب العلمية، بيروت، لبنان، 1/ 283، 284، والذهبي: سير أعلام النبلاء، تحقيق: مجموعة من المحققين بإشراف الشيخ شعيب الأرناؤوط، مؤسسة الرسالة، الطبعة الثالثة، 1405هـ= 1985م، 8/ 11- 31، وابن خلكان: وفيات الأعيان، تحقيق: إحسان عباس، دار صادر، بيروت، 3/ 38، 39، والزركلي: الأعلام، دار العلم للملايين، الطبعة الخامسة عشر، 2002م، 4/ 115.
التعليقات
إرسال تعليقك