ملخص المقال
كان عمر بن عبد العزيز عالـمـًا فقيهًا، واشتُهر بأعمال كثيرة أشهرها ثلاثة: العدل، والزهد، والعلم، وقد مدحه كثير من المؤرخين المسلمين وغير المسلمين.
من أصعب الأمور أن تختصر سيرة الخليفة العظيم عمر بن عبد العزيز! ليس لكثرة الأحداث التي تمَّت في عهده، ولكن لكثرة ما قاله وعلَّمه للناس، فقد كان عالمـًا فقيهًا، وأيضًا لكثرة ما قاله المؤرخون من المعاصرين له، ومن المتأخرين عنه، ومن المسلمين وغير المسلمين، من ثناء ومدح.
لكن عزاءنا أنه أشهر من نار على علم، وقد كفانا مؤنة الحديث عنه غالب العلماء والشيوخ والمؤرخين.
اشتُهر عمر بن عبد العزيز بأعمال كثيرة أشهرها ثلاثة: العدل، والزهد، والعلم
هذه الأخيرة قال فيها التابعي مجاهد بن جبر: "أَتَيْنَاهُ نُعَلِّمُهُ فَمَا بَرِحْنَا حَتَّى تَعَلَّمْنَا مِنْهُ"!
أما حديثنا في هذا المقال فهو عن عمل جليل واحد من أعمال عمر بن عبد العزيز، وهو استكمال لما فعله أبوه من قبل، وهو التدوين الرسمي للسُّنَّة النبويَّة
قال إمامُ الشام الْأَوْزَاعِيُّ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى أَنَّهُ لَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي كِتَابِ اللهِ، وَإِنَّمَا رَأْيُ الْأَئِمَّةِ فِيمَا لَمْ يَنْزِلْ فِيهِ كِتَابٌ، وَلَمْ تَمْضِ بِهِ سُنَّةٌ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَا رَأْيَ لِأَحَدٍ فِي سُنَّةٍ سَنَّهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم»[1].
تدوين الحديث النبوي:
يُعتبر جمع الأحاديث النبوية وتدوينها بشكل ممنهج من أفضل وأجلِّ أعمال الدولة الأموية بشكل عام، وعمر بن عبد العزيز بشكل خاصٍّ، فهذا العمل حفظ السُّنَّة النبوية، وهي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي بعد القرآن الكريم. كان لهذا العمل أهمية قصوى في هذا التوقيت؛ لأنه قد شاع في هذا الزمن وضع الأحاديث النبويَّة، أي صياغة ما يُشْبِه الأحاديث، ونَسْبَها زورًا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
كان الهدف من وراء هذا التزوير متعدِّدًا؛ مثل الخلافات السياسية، والفرق العقائدية، والزندقة، والعصبية للعرق والجنس، والخلافات الفقهية، والتكسُّب من وراء قصِّ القصص المشوِّق، والتزلُّف إلى الحكَّام، بل كان البعض يضع أحاديث مكذوبة على رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدفع الناس إلى العمل الصالح بتكثير ثواب، أو المبالغة في عقاب، وهذا من الجهل بالدِّين، والاستهانة بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم.
منهج الجمع:
كتابة عامة في البداية: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ لولاته في مختلف الأمصار يأمرهم بجمع حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ إِلَى الْآفَاقِ: «انْظُرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاجْمَعُوهُ وَاحْفَظُوهُ؛ فَإِنِّي أَخَافُ دُرُوسَ[2] الْعِلْمِ، وَذَهَابَ الْعُلَمَاءِ»[3].
تخصيص المدينة:
في روايةٍ أنَّه خصَّ المدينةِ بالاهتمامِ لأهميِّتها؛ لكثرةِ الصَّحابةِ والتَّابعين بها، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، إِلَى أَهْلِ الْمَدِينَةِ أَنْ انْظُرُوا حَدِيثَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبُوهُ فَإِنِّي قَدْ خِفْتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ، وَذَهَابَ أَهْلِهِ»[4].
تخصيص التخصيص:
عند البخاري: «وَكَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ العَزِيزِ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ حَزْمٍ: انْظُرْ مَا كَانَ مِنْ حَدِيثِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَاكْتُبْهُ، فَإِنِّي خِفْتُ دُرُوسَ العِلْمِ وَذَهَابَ العُلَمَاءِ، وَلاَ تَقْبَلْ إِلَّا حَدِيثَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَلْتُفْشُوا العِلْمَ، وَلْتَجْلِسُوا حَتَّى يُعَلَّمَ مَنْ لاَ يَعْلَمُ، فَإِنَّ العِلْمَ لَا يَهْلِكُ حَتَّى يَكُونَ سِرًّا». وَأَبُو بَكْرٍ تَابِعِيٌّ فَقِيهٌ اسْتَعْمَلَهُ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَلَى إِمْرَةِ الْمَدِينَةِ وَقَضَائِهَا، وَلِهَذَا كَتَبَ إِلَيْهِ.
وعند الدَّارِمِيِّ إضافتان مهمَّتان؛ فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: «كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ رَحِمَهُ اللهُ إِلَى أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ أَنْ اكْتُبْ إِلَيَّ بِمَا ثَبَتَ عِنْدَكَ مِنَ الْحَدِيثِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَبِحَدِيثِ عَمْرَةَ، فَإِنِّي قَدْ خَشِيتُ دُرُوسَ الْعِلْمِ وَذَهَابَهُ»[5].
عَمْرَةُ بِنْتُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بن سعد بن زرارة الأنصاريَّة[6]، وهي من أعلم الناس بحديث عائشة رضي الله عنها. وكان عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ على قناعةٍ كاملةٍ بعلم عمرة الغزير، ولقد قال مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وهو ابْنُ عَمْرَةَ، والشَّهيرُ بأَبِي الرِّجَالِ: قَالَ لِي عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ مَا بَقِيَ أَحَدٌ أَعْلَمُ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ رضي الله عنها مِنْهَا- يَعْنِي عَمْرَةَ.
وقد استجاب أَبُو بَكْرٍ لأمرِ الخليفةِ، وجمع ما استطاع مِنَ الحديث. قال الإمام مالك: «لم يكنْ عندنا أحدٌ بالمدينةِ عِنْدَه مِنْ عِلْمِ القضاءِ ما كان عند أَبِي بَكْرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ حَزْمٍ، وكان قاضيًا؛ ولَّاه عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، وكَتَبَ إليه أنْ يكتبَ له العِلْمَ من عند عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ والْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، فكَتَبَه له». وفي هذه الرِّواية أضاف الإمامُ مَالِكٌ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ خَصَّ بالاهتمام أيضًا -إلى جوار عَمْرَةَ- الْقَاسِمَ بْنَ مُحَمَّدٍ:
هو ابْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، أي ابْنَ أَخِي عَائِشَةَ رضي الله عنها، وهو أحدُ أعلامِ التَّابعين الكبار الذين حفظوا حديثها، حيث تربى في حجرها بعد أن قُتِلَ أبوه وهو صغير، وأكثر في الرواية عنها وروى عن جماعةٍ من الصحابة، منهم: أبو هريرة وابن عباس وابن عمر ومعاوية بن أبي سفيان وعبد الله بن الزبير، أحد الفقهاء السبعة بالمدينة، وأحد أئمَّة الحديث.
وَقَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: أَعْلَمُ النَّاسِ بِحَدِيثِ عَائِشَةَ ثَلاثَةٌ: الْقَاسِمُ، وَعُرْوَةُ[7]، وعمرة.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي الزِّنَادِ، عَنْ أبيه قال: مَا رَأَيْتُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِالسُّنَةِ مِنَ الْقَاسِمِ بن محمد. قَالَ ابْنُ عَوْنٍ: كَانَ الْقَاسِمُ مِمَّنْ يَأْتِي بِالْحَدِيثِ بِحُرُوفِهِ.
قال ابن وهب وحدثني مالك أن عمر بن عبد العزيز قال: «لو كان لي من الأمر شيء لوليت القاسم الخلافة»
وبذا يتبيَّن اهتمامُ عُمَرَ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بعلمِ عَائِشَةَ رضي الله عنها على وجه الخصوص؛ وذلك لغزارة علمها بالسُّنَّة أوَّلًا، وثانيًا لأنَّها تحوز مِنَ العلمِ الخاصِّ ببيتِ الرَّسول صلى الله عليه وسلم، وحياته الخاصَّة، ما لا يحوزه غيرها، فتفرُّدها يجعل الاهتمامَ بها أكبرَ.
وإذا كنَّا قد أبرزنا ما قام به أَبُو بَكْرِ بْنُ مُحَمَّدٍ في المدينة في قضيَّة جمع الأحاديث النَّبويَّة، فإِنَّ الدَّور الأكبر والأجلَّ في هذه المسألة كان للتَّابعي الكبيرِ مُحَمَّدِ بْنِ شِهَابِ الزُّهْرِيِّ، وهو الذي كَلَّفه عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بوجهٍ خاصٍّ بقيادة عمليَّة الجمع كلِّها؛ أي إنَّه كان المسئول عن ذلك على مستوى الدَّولة. قال سَعِيدُ بْنُ زِيَادٍ: سَمِعْتُ ابْنَ شِهَابٍ يُحَدِّثُ سَعْدَ بْنَ إِبْرَاهِيمَ قَالَ: «أَمَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِجَمْعِ السُّنَنِ، فَكَتَبْنَاهَا دَفْتَرًا دَفْتَرًا..».
أما عن اختيار عمر بن عبد العزيز للزهري للقيام بهذه المهمة الكبيرة فهذا يرجع لأسباب كثيرة أهمها أن الزهري مِنْ أعلم التَّابعين بالسُّنَّة النبويَّة في زمانه إِنْ لم يكن أعلمَهم مطلقًا، سأل عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بعضَ العلماء: أَتَأْتُونَ الزُّهْرِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ. قَالَ: فَأْتُوهُ، فَإِنِّي لَا أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ بِسُنَّةٍ مَاضِيَةٍ مِنْهُ. قال مَعْمَرُ[8]: وَالْحَسَنُ[9] وَنُظَرَاؤُهُ يَوْمَئِذٍ أَحْيَاءٌ»[10]. وقَالَ عُمَرُ بنُ عَبْدِ العَزِيْزِ: مَا سَاقَ الحَدِيْثَ أَحَدٌ مِثْلَ الزُّهْرِيِّ[11].
ولقد اجتهد الزُّهْرِيُّ كثيرًا في جمع السُّنن، وكان يعقد المجالس الفقهيَّة لفحص المادَّة المجموعة، حتى يطمئنَّ إلى صحَّتها. قال عَبْدُ اللهِ بْنُ ذَكْوَانَ: «رأيتُ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ جَمَعَ الفقهاءَ، فجمعوا له أشياءَ مِنَ السُّنَنِ، فإذا جاء الشَّيءُ الذي ليس عليه العمل، قال: هذه زيادةٌ ليس العملُ عليها»[12].
وبعد أَنِ اطمئنَّ الخليفةُ العظيمُ إلى المادَّة المجموعة كتبها في دفاتر، وأرسلها إلى الأمصار المختلفة، ولقد مرَّ بنا قولُ الزُّهْرِيِّ: «أَمَرَنَا عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بِجَمْعِ السُّنَنِ، فَكَتَبْنَاهَا دَفْتَرًا دَفْتَرًا، فَبَعَثَ إِلَى كُلِّ أَرْضٍ لَهُ عَلَيْهَا سُلْطَانٌ دَفْتَرًا».
الدرس: الاهتمام بالتخصُّص:
ظهر في هذه التجربة اهتمام عمر بن عبد العزيز بأهل التخصُّص، وقد كان يعيش في هذه الفترة عدد كبير من العلماء، ولكنهم ليسوا متخصِّصين في الحديث كهؤلاء الذين كلَّفهم عمر بالمهمة؛ أمثال مجاهد بن جبر (التفسير)، وسُلَيْمَان بن يسَار (القراءة والفقه)، وسالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب (الفقه)، وطاووس بن كيسان (الفقه)، ومحمد بن سيرين (الفقه)، والحسن البصري (الفقه)، وغيرهم.
علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا النهج؛ فعَنْ أَبِي قِلَابَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْحَمُ أُمَّتِي بِأُمَّتِي أَبُو بَكْرٍ، وَأَشَدُّهُمْ فِي دِينِ اللَّهُ عُمَرُ، وَأَصْدَقُهُمْ حَيَاءً عُثْمَانُ، وَأَقْضَاهُمْ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ، وَأَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ أُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ، وَأَعْلَمُهُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُهُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ، أَلَا وَإِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا، وَأَمِينُ هَذِهِ الْأُمَّةِ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ»[13].
تطبيقات عملية:
احترام التخصُّص في حياتنا
الحديث في الدين لأهل الدين، وفي كل فرع منه تخصُّص
(الاقتصاد – العقيدة – السياسة الشرعية – الفقه – التاريخ - ...)
الحديث في الطب كذلك، وغير ذلك من العلوم[14].
[1] الدارمي (432)، وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
[2] دروس العلم فناؤه وضياعه.
[3] أبو نعيم الأصبهاني: تاريخ أصبهان (أخبار أصبهان)، 1/366.
[4] الدارمي (488). وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح. ومحمد بن نصر المَرْوَزِي: السنة، ص31.
[5] الدارمي (487). وقال حسين سليم أسد: إسناده صحيح.
[6] جدُّها سَعْدُ بْنُ زُرَارَةَ من قدماء الصحابة الأنصار، وهو أخو أَسْعَدَ بْنِ زُرَارَةَ. تابعيَّة، وُلدت بعد وفاة النَّبيِّ ﷺ، وتربَّت في كنف أمِّ المؤمنين عائشة، وقال ابن كثيرٍ: لَمْ يَكُنْ فِي النِّسَاءِ أَعْلَمُ مِنْ تِلْمِيذَاتِهَا عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، وَحَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ، وَعَائِشَةَ بِنْتِ طَلْحَةَ.
[7] لم يكن موجودًا في هذه الفترة فقد مات عام 94 هجرية.
[8] هو معمر بن راشد، وهو من التابعين المشهورين، ومن علماء اليمن.
[9] أي الحسن البصري من سادات التابعين بالبصرة.
[10] الفسوي: المعرفة والتاريخ، 1/639، وابن عساكر: تاريخ دمشق 55/344.
[11] الذهبي: سير أعلام النبلاء، 5/334.
[12] أبو القاسم البلخي: قبول الأخبار ومعرفة الرجال، 1/117.
[13] ابن ماجه (154)
[14] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا: عمر بن عبد العزيز واحترام التخصص
التعليقات
إرسال تعليقك