ملخص المقال
بينما تستعد البيوت والأسر المسلمة لاستقبال شهر رمضان بأطايب الطعام، هناك إخوان لنا يعانون، فما موقفنا؟ وما طعم رمضان في غزة والعراق؟
بينما تستعد البيوت والأسر المسلمة في مشارق الأرض ومغاربها لاستقبال الشهر الفضيل رمضان الغالي الحبيب بأطايب الطعام والولائم، ينعمون بالأمان والدفء والراحة والطمأنينة.. هناك من يدعو الله ويتضرع إليه أن يمر عليهم رمضان وهم في صحة وعافية، فمنهم من ينتظر الساعات للحصول على قليل من ماء صالح، وهناك من لا وقود في بيته يطهو عليه طعامه، ولا كهرباء تنور ليله، قابعين تحت جور وظلم من احتلالٍ غاشم ظالم، شرّد الأسر وتركهم في ثبور وويلات، بلا بيوت تأويهم ولا طعام يكفيهم، يفترشون الصحراء ويلتحفون السماء.
فأين أنت من إخوان لنا هذا حالهم وهذه معيشتهم؟! أم ضاع من قلوبنا حمل همِّ المسلم وحلَّ مكانها نفسي.. نفسي..؟!!
قال رسول الله r: "المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا"[1]، وشبَّك بين أصابعه.
ليس ذاك ما يدمي، فالمشهد يتكرر بسيناريوهات متعددة؛ ففقْد الطعام والأمان والمأوى وأسباب المعيشة أصبحت عاملاً مشتركًا في كثير من أراضي المسلمين، فأين نحن؟ وأين الدعاة؟ وأين الرجال؟!
وكأن على رءوسنا الطير! ألم تعلموا بقيام ممثلة كافرة تتحدث باسم اللاجئين بزيارة للاجئين العراقيين على الحدود السورية!!
فأي رسالة وصلت لهؤلاء اللاجئين؟! هل رأينا أحد وزراء الدول الإسلامية أو زعمائهم الذين وضع الله الأمانة في رقابهم هناك؟!!
ألن نسأل عنهم أم أنهم ليسوا منا؟!
قال رسول الله r في حديث آخر: "ما من أمير يلي أمر المسلمين ثم لا يجهد لهم وينصح، إلا لم يدخل معهم الجنة"[2].
وقال رسول الله r: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله عنه بها كربة من كرب يوم القيامة، ومن ستر مسلمًا ستره الله يوم القيامة"[3].
والله كأن الزمان يكرر نفسه! ألم تكن هذه الإرساليات الطبية والغذائية للمنظمات التنصيرية هي السبب في تنصر العديد من المسلمين؟!
فأين نحن من ذلك؟! ألم تعلم أن محاولات التنصير في العراق ومحاولات التشييع في فلسطين على قدم وساق؟!
أيها المسلمون، بلغكم الله رمضان وتقبل أعمالكم الصالحة، فهموم المسلم لا يجب أن تقتصر على طعام وشراب أو على نفسه فحسب، بل يجب أن تتعدى ذلك فيهتم بأمر المسلمين في كافة بقاع الأرض من دارفور.. العراق.. فلسطين.. كشمير.. أفغانستان.. ألبانيا.. كوسوفو.. الهند... وغيرها.
أيها المسلمون، قال الله تعالى: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} [التوبة: 71].
فلا تفرطوا في أمر الله أو تتساهلوا به؛ فاليوم الدائرة عليهم وغدًا علينا.. فالله الله في المسلمين والمسلمات، والدفاع والذود عنهم، وعدم نسيانهم.
اللهم احفظ المسلمين والمسلمات في كل بقعة من بقاع الأرض، وانصرهم ولا تنصر عليهم، وأذل الشرك والمشركين، واجعل كيدهم في نحورهم، واجعل تدميرهم في تدبيرهم يا قوي يا عزيز.
والله المستعان وإليه المشتكى وبيده الأمر جل وعلا.
المصدر: موقع طريق الإسلام.
التعليقات
إرسال تعليقك