التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
يقصد بتاريخ الإسلام في شرق إفريقيا السلطنات الإسلاميَّة التي ظهرت في بلاد «الحبشة» و«الزيلع» في العصور الوسطى، مثل: «سلطنة شوا» و«أوفات» و«عَدَل»، وتلك
يقصد بتاريخ الإسلام في شرق إفريقيا السلطنات الإسلاميَّة التي ظهرت في بلاد «الحبشة» و«الزيلع» في العصور الوسطى، مثل: «سلطنة شوا» و«أوفات» و«عَدَل»، وتلك التي ظهرت على طول الساحل الشرقي من القارَّة جنوب «الحبشة» حتى «نهر الزمبيزي» في «موزمبيق»، مثل: سلطنة «مقديشيو» و«بات» و«كلوا».
أ - الإسلام والسلطنات الإسلامية في بلاد الحبشة والزيلع (منطقة القرن الإفريقي):
كان للحبشة صلات قديمة مع بلاد العرب قبل الإسلام، وهي صلات تجاريَّة وسياسيَّة وحربيَّة، تتمثَّل في التجارة وفي غزو الأحباش لبلاد «اليمن»، ولم يقطع الإسلام هذه العلاقات وإنَّما زادها قوَّة؛ فاتصال الإسلام بالحبشة يرجع إلى السنة الخامسة من البعثة حين هاجر بعض المسلمين إلى «النجاشي» اعتصامًا بعدله ونجاة من أذى «قريش» وعدوانها.
ثم بدأت الدولة الإسلاميَّة تحتكُّ بالحبشة في عهد «عمر بن الخطاب» الذي أرسل إليها في عام (20هـ = 641م) سَرِيَّة بقيادة «علقمة بن مجزر المدلجي»، كان نصيبها الفشل، ويرى بعض الباحثين أنَّ أخبار هذه الحملة لا تتَّفق مع علاقات الودِّ التي سادت بين الأحباش والمسلمين منذ أيَّام الرسولالرسول صلى الله عليه وسلم، ولم يكن «عمر» رضي الله عنه بالرجل الذي يخرج على أمرٍ قرَّره الرسولالرسول، والتعليل الصحيح لإرسال هذه السَّريَّة أنَّها أُرسِلت لردِّ إغارات قراصنة البحر من الأحباش الذين كانوا قد أغاروا على ساحل بلاد «الحجاز» مرَّةً في عهد الرسولالرسول صلى الله عليه وسلم، ومرَّةً أخرى في عهد «عمر بن الخطاب» رضي الله عنه نفسه، وذلك بعد أن مات «النجاشي» الذي استقبل المهاجرين واعتنق الإسلام سرًّا، وأعقبه «نجاشيٌّ» آخر لم يَرْعَ هذه العلاقات الطيِّبة بين المسلمين و«الحبشة»، وقد عاد الأحباش إلى الإغارة على «جدَّة» عام (83هـ=702م) في عهد «بني أميَّة»، فلم يجد العرب بُدًّا من الحصول على قاعدةٍ بحريَّةٍ قريبةٍ من الشاطئ الإفريقي تُمكِّنهم من ردِّ غارة هؤلاء الأحباش، فاستولوا على جزر «دهلك» وأقاموا فيها، وقد وجدت فيها نقوش عربيَّة يرجع تاريخها إلى منتصف القرن التاسع الميلادي، ويبدو أنَّ المسلمين انسحبوا من هذه الجزر بعد ذلك، لكنَّهم تركوا بها جاليةً من المسلمين من أهل البلاد، فكانت جزر «دهلك» أوَّل رأس جسر يُقيمه المسلمون على الساحل الشرقي لإفريقيا، ويبدو أنَّ هذه كانت آخر محاولة للتدخل الرسمي في شرق إفريقيا؛ فقد ترك الإسلام يتسرَّب إلى البلاد تسربًا سلميًّا بطيئًا في ركاب المهاجرين إلى إفريقيا من التجَّار والدُّعاة عبر المسالك البحريَّة المعهودة.
كانت عودة العلاقات التجارية بين «الحبشة» وبلاد العرب واتِّساع دائرتها وخاصَّةً في تجارة الرقيق، بسبب إقبال الإمارات المستقلة في الأمصار الإسلاميَّة المختلفة على الاستعانة بالجنود السودانيِّين عوضًا عن جنود العرب الذين تفرَّقوا في الأمصار، وكان لذلك أثرٌ كبيرٌ في نموِّ المدن الساحليَّة الزيلعيَّة التي ازدحمت بهؤلاء الوافدين من تجَّار المسلمين.
وظهرت في هذا العصر جاليات إسلاميَّة قويَّة في «دهلك» و«سواكن» و«باضع» و«زيلع» و«بربرة».
وقد أجمع كتاب القرن العاشر الميلادي مثل «المسعودي» و«ابن حوقل» وغيرهما على ازدهار الحياة الإسلاميَّة في تلك المدن، وتوطُّد النفوذ الإسلامي على طول السهل الساحلي، وقد ظهرت مدن إسلاميَّة على ذلك الساحل كأنَّها العقد أو الطراز في الفترة بين القرن العاشر والثالث عشر الميلادي.
وقد أصبحت هذه المدن الإسلاميَّة الساحليَّة مراكز وَثَبَ منها التجَّار والدعاة إلى المناطق الداخليَّة في بلاد الزيلع والحبشة؛ إذ كان هؤلاء يرحلون إلى المناطق الداخليَّة التماسًا للتجارة ويُقيمون بعض الوقت ثم ينحدرون إلى الساحل من جديد، وفي أثناء إقامتهم يُخاطبون الناس وينشرون الإسلام ويوطِّدون صلتهم بالطبقة الحاكمة.
ويبدو أنَّ الإسلام نفذ إلى الداخل في وقت مبكر، ربَّما في القرن الثالث الهجري حين تطرَّق إلى منطقة «شوا» حيث قامت سلطنة إسلاميَّة عملت على نشر الإسلام في جنوب وشرق الحبشة، وقد ألقى ضوء جديد على تاريخ هذه السلطنة حينما عثر المستشرق الإيطالي «تشيروللي» على مختصر لتاريخها يُؤرِّخ لخمسين عامًا من عمرها (13م).
المصدر: الموسوعة الموجزة في التاريخ الإسلامي
في أي الموضوعات عن إفريقيا تفضل أن تقرأ؟
- التاريخ القديم
- تاريخ دخول وانتشار الإسلام
- تاريخ الممالك الإفريقية
- الحضارة الإسلامية في إفريقيا
- أعلام إسلامية في إفريقيا
التعليقات
إرسال تعليقك