التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
الكربية هم وهم أصحاب أبي كرب الضرير، وقد ذهبوا إلى أن محمدًا بن الحنفية رحمه الله هو المهدي المنتظر وأنه لم يمت، وكان يرأس مذهبهم أحد الشعراء المشهورين
قصة فرقة الكربية
وهم أصحاب أبي كرب الضرير، وقد ذهب هؤلاء (دون سائر الكيسانية) إلى أنَّ محمَّدًا بن الحنفيَّة رحمه الله لم يمت، وأنَّه لا يزال حيًّا بجبل رضوی، عن يمينه أسد وعن شماله نمر يحرسانه ويحفظانه، يأتيه رزقه بكرةً وعشيًّا، وعنده عينان نضَّاختان؛ واحدةٌ تفيض ماءً والأخرى تفيض عسلًا، وحوله ملائكةٌ يُراجعونه الكلام. وبعضهم يزعم أنَّه دخل معه إلى رضوى جماعةٌ لم يخرجوا منه، ولم يُعْلَم لهم خبر.
ومن أشهر دعاة هذا المذهب كثير بن عبد الرحمن بن أبي جمعة الشاعر المشهور بكثير عزَّة، وفي تقرير هذا المذهب الرديء يقول:
أَلَا إِنَّ الْأَئِمَّةَ مِنْ قُرَيْشٍ وُلَاةُ الْحَقِّ أَرْبَعَةٌ سَوَاءُ
عَلِيٌّ وَالثَّلَاثَةُ مِنْ بَنِيهِ هُمُ الْأَسْبَاطُ لَيْسَ بِهِمْ خَفَاءُ
فَسَبْطٌ سَبْطُ إِيمَانٍ وَبِرٍّ وَسَبْطٌ غَيَّبَتْهُ کَرْبِلَاءُ
وَسَبْطٌ لَا يَذُوقُ الْمَوْتُ حَتَّى يَقُودَ الْخَيْلَ يَقْدُمُهَا اللِّوَاءُ
تَغَيَّبَ لَا يُرَى فِيهِمْ زَمَانًا بِرَضْوَی عِنْدَهُ عَسَلٌ وَمَاءُ
ويقصد کثير بسبط إيمان وبر الحسن رضي الله عنه، ويقصد بالسبط الذي غيَّبته كربلاء الحسين رضي الله عنه، ويقصد بالسبط الذي لا يذوق الموت حتى يقود الخيل محمَّد بن الحنفيَّة رحمه الله، والواقع أنَّ ابن الحنفيَّة رحمه الله ليس سبطًا وأمَّه ليست بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وإنَّما جعله كثير سبطًا مغالاة منه وترويجًا لمذهبه الرديء.
ومن أشهر دعاة الكربيَّة -أيضًا- الشاعر المعروف بالسيِّد الحميري، وفي تقرير هذا المذهب الرديء يقول:
أَلَا قُلْ لِلْوَصِيِّ فَدَتْكَ نَفْسِي أَطَلْتَ بِذَلِكَ الْجَبَلِ الْمُقَامَا
ثم يقول:
وَمَا ذَاقَ ابْنُ خَوْلَةَ طَعْمَ مَوْتٍ وَلَا وَارَتْ لَهُ أَرْضٌ عِظَامَا
لَقَدْ أَمْسَى بِمَجْرَی شِعْبِ رَضْوَى تُرَاجِعُهُ الْمَلَائِكَةُ الْكَلَامَا
وَإِنَّ لَهُ لَرِزْقًا كُلَّ يَوْمٍ وَأَشْرِبَةٌ يُمَلُّ بِهَا الطَّعَامَا
وقد نسب الشيخ عبد القاهر البغدادي هذه الأبيات لكثير عزَّة كذلك.
خلاصة مذهب الكربية
[۱] - اعتقاد وصاية محمد بن الحنفية رحمه الله.
[۲] - أنَّه المهدي المنتظر.
[۳] - وأنَّه حيٌّ مقيمٌ بجبل رضوى إلى أن يؤذن له بالخروج ليملأ الأرض عدلًا كما مُلِئَت جورًا.
التعليقات
إرسال تعليقك