التاريخ الإسلامي
دون تشويه أو تزوير
التاريخ الإسلامي يمتد منذ بداية الدعوة الإسلامية بعد نزول الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تأسيس الدولة الإسلامية بالمدينة المنورة وحكم الخلفاء الراشدين، مرورًا بالدولة الأموية فالدولة العباسية بما تضمنته من إمارات ودول مثل السلاجقة والغزنوية في وسط آسيا والعراق وفي المغرب الأدارسة والمرابطين ثم الموحدين وأخيرًا في مصر الفاطميين والأيوبيين والمماليك ثم سيطرة الدولة العثمانية التي تعتبر آخر خلافة إسلامية على امتداد رقعة جغرافية واسعة، وهذه البوابة تعنى بتوثيق التاريخ من مصادره الصحيحة، بمنهجية علمية، وعرضه في صورة معاصرة دون تشويه أو تزوير، وتحليل أحداثه وربطها بالواقع، واستخراج السنن التي تسهم في بناء المستقبل.
ملخص المقال
عظم شأن عبد المطلب جد النبي صلى الله عليه وسلم في قومه وفي مكة، وبعد موته ترك رعاية الكعبة لأولاده من بعده.
بعد ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بثمان سنوات تقريبًا مات عبد المطلب بن هاشم، وترك الرفادة والسقاية لابنه الزبير، وبعد موت الزبير بن عبد المطَّلب، وذلك كان قبل البعثة النبوية انتقلت الرفادة والسقاية إلى أخيه أبو طالب، ولم يكن له مال، فاستدان من أخيه العباس بن عبد المطلب عشرة آلاف درهم فأنفقها، فلما لم يتمكن من رد المبلغ تنازل عن الرفادة والسقاية إلى العباس وأبرأ أبا طالب مما له عليه[1]، وهكذا بقيت هذه المهمة للعباس بن عبد المطلب، وذلك في الجاهلية والإسلام.
أما رئاسة بني عبد مناف: فقد تفرَّقت بعد وفاة حرب بن أمية، فكان في بني هاشم: الزبير وأبو طالب وحمزة والعباس بن عبد المطلب، وفي بني أمية: أبو أُحَيْحَة، وهو سعيد بن العاص بن أمية، وهو "ذو العمامة"، كان لا يعتم أحد بمكة إذا اعتمَّ إعظامًا له، وفي بني المطلب: عبد يزيد بن هاشم بن المطلب، و"عبد يزيد" هو "المحض لا قذى فيه"، وفي بني نوفل: المطعم بن عدي بن نوفل، وفي بني أسد بن عبد العزى: خويلد بن أسد، وعثمان بن الحويرث بن أسد.
أما أولاد عبد المطَّلب: فهم أعمام وعمَّات الرسول صلى الله عليه وسلم، بالإضافة إلى أبيه عبد الله، وقد اختُلِف في عدد الذكور، فقيل ثلاثة عشر، فيكون الأعمام اثني عشر، وقيل أحد عشر، فيكون الأعمام عشرة، وقيل عشرة، فيكون الأعمام تسعة.
وسبب الاختلاف هو ورود بعض الأسماء التي ذكر بعض المؤرخين أنها ألقاب لبعض أولاد عبد المطلب، وهذا الاختلاف نظري إلى حدٍّ كبير؛ لأنه ليست له تطبيقات على أرض الواقع، حيث إن التطبيقات الحقيقية مرتبطة بأسماء لا خلاف عليها، وهؤلاء الأولاد من خمس أو ست زوجات، وقد أدرك الإسلام من أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم أربعة فقط وهم:
1- أبو طالب: واسمه عبد مناف، وهو الذي أوصاه عبد المطلب برعاية رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأمُّه هي أمُّ عبد الله كذلك، وهي فاطمة بنت عمرو المخزومية، ولم تدرك الإسلام.
2- أبو لهب: واسمه عبد العزَّى، وفيه نزلت سورة المسد.
3- حمزة: أسد الله، ومن المهاجرين، وهو أخو الرسول صلى الله عليه وسلم من الرضاع، واستشهد بأحد.
4- العباس: أسلم قبيل عام الفتح.
أما بقية أولاد عبد المطَّلب لم يدركوا الإسلام وهم:
1- عبد الله: أبو الرسول صلى الله عليه وسلم، ومات قبل ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم بشهور، وكان عمره 25 أو 28 سنة.
2- الحارث: أكبر أبناء عبد المطلب، ومات في حياته، وهو الذي حفر معه زمزم، وله عقب.
3- الزبير: وكانت له الرئاسة بعد وفاة أبيه، وهو أسنُّ من أبي طالب، وهو أول من دعا إلى حلف الفضول الذي دعا إلى نصرة المظلوم، وحضره الرسول صلى الله عليه وسلم، وشاركت فيه قبائل بني هاشم، وزهرة، وتيم. ابنه عبد الله بن الزبير بن عبد المطَّلب صحابي، وثبت في حنين، واستشهد في أجنادين.
4-المقوِّم: 5- حَجْل: 6- ضرار: 7- الغيداق: وقيل هو حجل، 8- عبد الكعبة: وقيل هو المقوِّم، 9- قثم: وبعض المؤرخين أسقطه.
أما عمَّات الرسول صلى الله عليه وسلم في أغلب الأقوال ستة وهم:
1- صفية: وهو الوحيدة المتَّفق على إسلامها، وهي صحابية مهاجرة، وهي أم الزبير بن العوام رضي الله عنه.
2- عاتكة: مختلف في إسلامها، وهي صاحبة الرؤيا قبيل بدر، ولها ثلاثة أولاد صحابة، وهم عبد الله بن أبي أميَّة المخزومي، وزهير، والمهاجَر، وهم إخوة أمّ سلمة لأبيها.
3- أميمة: مختلف في إسلامها، وهي أم زينب بنت جحش، وعبد الله بن جحش، حمنة بنت جحش، وأبي أحمد بن جحش (صحابي ضرير)، وكذا عبيد الله بن جحش المتنصِّر بالحبشة.
4- أروى: مختلف جدًّا في إسلامها، وهي أم طليب بن عمير بن وهب رضي الله عنه من المهاجرين الأولين إلى الحبشة والمدينة.
5- أم حكيم البيضاء: (لم تدرك الإسلام) توأمة عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي أم أروى بنت كريز رضي الله عنها أم عثمان بن عفان.
6- برَّة: (لم تدرك الإسلام) أمُّ أبي سلمة بن عبد الأسد، ثم أمُّ أبي سبرة بن أبي رهم.
لم يبقَ عقب من أعمام الرسول صلى الله عليه وسلم إلا من أربعة:
1- أبو طالب: أولاده: علي، وجعفر، وعقيل (الطالبيون)، وله أيضًا أم هانئ صحابية.
2- أبو لهب: وله عتبة ومُعَتِّب، وهما صحابيان ثبتا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حنين، وله كذلك درَّة صحابية، كما كان له عتيبة، وهذا قتله الأسد كافرًا بالشام.
3- العباس: وله أولاد كثيرون، ومنهم ثلاثة لهم الصحبة، وهم الفضل، وعبد الله، وقثم، ومنهم خلفاء الدولة العباسية.
4- الحارث: وله من الأبناء الذكور أربعة كلهم أسلموا؛ نوفل، وأبو سفيان (المغيرة)، وربيعة، وعبد الله وكان اسمه عبد شمس قبل أن يغيَّره الرسول صلى الله عليه وسلم، وهذا وليس لحمزة رضي الله عنه بعد موته إلا يعلى، وقد انقرض عقبه، وكان لحمزة عمارة، وقد مات في حياته[2].
[1] البلاذري: جمل من أنساب الأشراف، تحقيق: سهيل زكار ورياض الزركلي، دار الفكر، بيروت، الطبعة الأولى، 1417هـ= 1996م،1/ 57.
[2] لمشاهدة الحلقة على اليوتيوب اضغط هنا: أولاد عبد المطلب ورعاية الكعبة
التعليقات
إرسال تعليقك