ملخص المقال
هل الأولى أن يصوم المريض أم أن يفطر؟ سؤال يتجدد كل عام مع قدوم شهر رمضان المبارك، فما هو الأفضل وفق ما أشارت به سنة نبينا صلى الله عليه وسلم؟
السؤال:
هل الأفضل للمريض أن يفطر، أم أن الأفضل له أن يتحمل المشقة ويصوم ؟.
الجواب:
إذا كان المريض يشق عليه الصوم فالأفضل له أن يفطر، ويقضي الأيام التي أفطرها. ولا يستحب له أن يصوم مع المشقة.
والدليل على ذلك:
1- عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ" [1].
2- عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ: "مَا خُيِّرَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْن أَمْرَيْنِ إِلا أَخَذَ أَيْسَرهمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا, فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاس مِنْهُ" [2].
قال النووي رحمه الله:
فِيهِ: اِسْتِحْبَاب الأَخْذ بِالأَيْسَرِ وَالأَرْفَق مَا لَمْ يَكُنْ حَرَامًا أَوْ مَكْرُوهًا اهـ.
بل يكره للمريض أن يصوم مع مشقة الصيام عليه، وقد يكون صومه حرامًا إذا خشي أن يحصل له ضرر بسبب الصوم.
قال القرطبي رحمه الله (2/276): للمريض حالتان:
إحداهما: ألا يطيق الصوم بحال، فعليه الفطر واجبا.
الثانية: أن يقدر على الصوم بضرر ومشقة، فهذا يستحب له الفطر ولا يصوم إلا جاهل اهـ.
وقال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (4/404):
فإن تحمل المريض وصام مع هذا، فقد فعل مكروهاً، لما يتضمنه من الإضرار بنفسه، وتركه تخفيف الله تعالى، وقبول رخصته اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في "الشرح الممتع" (6/352):
وبهذا نعرف خطأ بعض المجتهدين والمرضى الذين يشقّ عليهم الصوم وربّما يضرّهم، ولكنهم يأبون أن يفطروا، فنقول: إن هؤلاء قد أخطأوا حيث لم يقبلوا كرم الله عز وجل، ولم يقبلوا رخصته، وأضرّوا بأنفسهم، والله عز وجل يقول: ( ولا تقتلوا أنفسكم ) النساء / 29. اهـ.
[1] رواه أحمد برقم (5832) وصححه الألباني في إرواء الغليل ( 564 )
[2] روى البخاري (6786) ومسلم (2327)
التعليقات
إرسال تعليقك