ملخص المقال
الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط يوصي بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. محذرا من إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها حيث توعد سبحانه من اقترف
قصة الإسلام – وكالات
أوصى فضيلة إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط بحق أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. محذرًا من إيذاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها فقد توعد سبحانه من اقترف هذا الإثم.
وأكد فضيلته في خطبة الجمعة بالمسجد الحرام أمس أن من حقوق رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته التوقير والإجلال لمن وقره وأجله، والمحبة لمن أحبه، فإنّه صلى الله عليه وسلم لا يحب إلا طيبا.
وأضاف فضيلته: إنّ من آثار الجناية عليها رضي الله عنها والإيذاء لها هذا الغضب الذي استثاره وذلك الحرص والتنادي إلى نصرتها والذب عن ساحتها، وإشاعة فضائلها وبيان مناقبها ودراسة فقهها ونشر علومها، وبهذا من الخير مالا يحيط وصف. فاتقوا الله عباد الله واعرفوا لهذه الصديقة بنت الصديق (حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم) قدرها وارعوا حقها وحقوق سائر أمهات المؤمنين وآله وصحابته أجمعين تكونوا عند ربكم من الفائزين بجنات النعيم.
وأكد فضيلته أن من أعظم الإيذاء للمؤمنين والمؤمنات إثما وأشده ضررا ذلك الذي تسلط سهامه على من اصطفاه الله واجتباه لنصرة دينه وصحبة نبيه، وحفظ كتابه والذود عن حياضه، وتبليغ شرعه من آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، وأزواجه أمهات المؤمنين رضوان الله عليهم أجمعين. وهو إيذاء تتابعت حلقاته وتعددت صوره في ماضي الأيام وحاضرها حتى بلغ مداه اليوم في عدوان سافر؛ جعل سيرة الصديقة بنت الصديق أم المؤمنين حبيبة رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنها وعن أبيها، جعل منه ساحة له، متجاهلاً ذلك التحذير النبوي الوارد في حديث أم سلمه رضي الله عنها حين قالت له عليه الصلاة والسلام: إن الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة فأمرهم فليدوروا معك حيث درت. فقال صلى الله عليه وسلم لا تؤذيني في عائشة فإنّه والله ما نزل علي الوحي وأنا في لحاف امرأة منكن غيرها. وكيف لا يكون إيذاؤها رضي الله عنها إيذاء له صلى الله عليه وسلم وقد كانت أحب الناس إليه، كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما عن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم أي الناس أحب إليك يا رسول الله؟ قال: عائشة. قال فمن الرجال؟ قال: أبوها.
وأضاف فضيلته: كفى بهذا فضلاً وشرفًا عظيمًا، وهي التي اختارها الله تعالى زوجًا لنبيه صلى الله عليه وسلم، كما جاء في الحديث الذي أخرجه الشيخان عنها رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أريتك في المنام ثلاث ليال، جاء بك الملك في سرقة من حرير فيقول هذه امرأتك فاكشف عن وجهك فإذا أنت فيه، فأقول إن يك هذا من الله يمضه.. ورؤيا الأنبياء وحي لاشك فيه. وهي زوجه في الدنيا والآخرة كما جاء في الحديث الذي أخرجه الترمذي أنّ جبريل جاء بصورتها في خلقة حرير خضراء إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال "هذه زوجتك في الدنيا والآخرة". وعنها رضي الله عنها أنها قالت: قلت يا رسول الله من أزواجك في الجنة؟ قال: أما إنك منهن. وقد أخبرها النبي صلى الله عليه وسلم بسلام جبريل عليه السلام، كما جاء في الحديث عنها، رضي الله عنها، أنّها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة هذا جبريل وهو يقرأ عليك السلام. قالت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى يا رسول الله. وبيّن صلى الله عليه وسلم فضلها على النساء بقوله: كَمُل من الرجال كثير، ولم يَكْمُل من النساء إلا آسية امرأة فرعون، ومريم ابنة عمران، وفضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام. وكان النبي صلى الله عليه وسلم لكمال محبته لها وعظيم منزلتها عنده يعينها على التمتع بما تحب من المباحات. كما جاء في الحديث أنها قالت: لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم على باب حجرتي والحبشة يلعبون بالحراب في المسجد، وإنه ليسترني بردائه لكي أنظر إلى لعبهم، ثم يقف من أجلي حتى أكون أنا التي انصرف. وقد كان من بركتها على الأمة لأن كانت رضي الله عنها سببًا لنزول آية التيمم.
التعليقات
إرسال تعليقك